الحلقة الـ 22 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : تحمل المسؤلية يتعلمها الطفل منذ سن الخامسة ؟
.
. .........................................................................
كلما بدأ الآباء في تعليم أبنائهم تحمل مسؤلية واجباتهم في سن مبكرة ..كلما كان ذلك أفضل في تأثيره على شخصياتهم من ناحية تحمل المسؤلية بالنسبة لترتيب غرفهم أو واجباتهم المنزلية الأخرى أو الواجبات الدراسية ..ومن ثم خلال مراحل حياتهم القادمة كرجال ونساء أو كآباء .
لاحظت الأم عندما ذهبت إلى إبنها حسام البالغ من العم خمس سنوات .. أنه في الحضانة يضع حقيبته في مكان مخصص لها .. وعندما يلعب بإلعابه مع بقية الأطفال فإنهم يتعاونون جميعاً في إعادة الألعاب إلى مكانها في الحضانة.. حتى أن أحدالأمهات حولها علقت قائلة
" كم أتمنى أن أجعل طفلي يقوم بذلك في البيت "
وهذا ما كانت تعاني منه أم حسام عندما يعود إبنها من المدرسه فهو يرمي حقيبته في البهو ويخلع حذائه ..ويذهب فوراً إلى المطبخ ليأكل غذائه..ولا يأخذ صحنه إلى حوض غسيل الصحون . وعندما يلعب بإلعابه في غرفته أو غرفة المعيشة يتركها مبعثرةلمن يقوم بعده بترتيبها إما أمه أو المربية .
قالت الأم لنفسها ..هاهو إبني يفعل ذلك في المدرسة ومعه بقية الأطفال كل يوم ..فلماذا لا يقوم بذلك الواجب في البيت . ؟
وأدركت حقيقة هامة تتلخص في أن المدرسة تحدد للطلبة واجباتهم..وعليهم أدائها وإلا عليهم تحمل عواقب أعمالهم السلبية وبذلك تعودوا على القيام بواجباتهم بطريق تلقائية ودون تذكير..ولكي تجعل طفلها حسام يفعل في البيت ما يفعله في المدرسة لكي يدرك واجبه..فإن عليها أن تحدد له واجباته .
وهكذا قررت أن تفعل ذلك في البيت لكي يتحمل واجباته المنزلية والدراسية أيضاً .
دخلت الأم على إبنها في غرفة المعيشة وهو يستعد للنهوض تاركاً ألعابه مبعثرة في الغرفة .
قالت له " لقد لاحظت أنك في المدرسة تعيد ألعابك إلى مكانها "
رد حسا م " طبعاً يا أمي .. هم لا يدعوننا نفعل ذلك "
فكرت الأم ..إذن ما ذا ينقصنا أنا ووالده ؟..لماذا لا أن نضع له الحدود ونلزمه بها بحزم ؟..لا أن نقوم بها بدلاً عنه مثلما يفعل معظم الآباء رغم أن أبنائهم قادرون على القيام بها.. غير واثقين بإن في إمكان أبنائهم القيام بها .. فيتحملوا هم هذه المسؤلية فنتحمل ..وهنا يكمن الخطأ في أسلوب تربيتنالإبنائنا ..لإنهم قادرون على أن يدركوا واجباتهم ويستطيعون تحمل مسؤليتها حتى لو كانوا في سن الرابعة أو الخامسة.. إذ أنهم يفعلون ذلك منذ سن الحضانة ..في تلك الليلة قررت الأم أن تضع مكان مخصص لإحذية إبنها حسام ..وقرر زوجها أن يقوم بعمل أرفف في المخزن لكي يضع حسام ألعابه فوقها عندما ينتهي من اللعب بها في غرفة المعيشة .. وجلسا الوالدين مع ولدهما وحددا الواجبات التي عليه تحملها .
حذائه يضعه في المكان المخصص له ..وشنطته يضعها فوق الرف الذي جهزه الأب في المخزن القريب من المطبخ الداخلي المخصص أيضاً لإلعابه ..وعندما يأكل في غرفة المعيشة يضع الفضلات في الزبالة ..وسألاه إذا كان لديه أية أسئلة .
أجاب حسام " ماذا إذا نسيت القيام بإي من هذه الواجبات ؟"
(٢)
أجاب الأب " هذه ليست مشكلة .ها أنت تتذكر كل شيء في المدرسة ..لكنك إذا نسيت سنعلمك..ولن تلعب بها
مرة أخرى إلا بعد يومين ..حتى تتذكر ذلك في المرة القادمة ."
وسار الأمر بيسر وسهولةفي الأيام الأولى ..لإن حسام كان قد تعود على تحمل مسؤلية إعادة ألعابه ووضع حذائه وشنطته في مكانهما المخصصان لهما في الحضانة ..إلا أنه حاول أن يختبر مدى جدية والديه بعد أسبوع ..فوجد العقاب الذي حدداه له..والتزم بعدها بدوره المطلوب منه في المنزل .
إن معظم الآباء يقومون بواجبات أبنائهم في البيت من تنظيف مكان لعبهم إلى غرفهم بعد أن يثيروا الفوضى بها وحتى واجباتهم يجلس معظم الآباء مع أبنائهم لحل تلك الواجبات وقد يحلون عنهم بعضها أو يقوموا بعمل أبحاثهم أو الواجب المطلوب منهم القيام به من تجهيز لخرائط أو عمل مجسمات ..وكأن ذلك من مسؤليتهم..وهم يضرون أبنائهم ولا يفيدونهم ..لإنهم لا يتحملون تلك الواجبات الخاصة بهم ولا يدركوا ما معنى تحمل المسؤلية عندما يكبروا ..
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh